تداول النفط في 2025: نظرتي للربع الثاني من قلب الحدث

متخصص في التداول لدى Exness

AR.heroimage.Exness Insights تداول النفط في الربع الثاني من عام 2025 – تحليل معمّق لسوق النفط@3x.png

خبير التداول لدىExness، أندرياس ثيميستوكلوس Antreas Themistokleous، يقدم في أحدث تحليلاته نظرة دقيقة وميدانية حول تداول النفط في عام 2025. مع ارتفاع المعروض تدريجيًا ، وبقاء الطلب في حالة توازن هش، وزيادة المخاطر الاقتصادية الكبرى، يشكل الربع الثاني اختبارًا حقيقيًا لمهارة المتداولين ومرونتهم. تعرف على المستويات الرئيسة في السوق، وتحليل التحركات، والاستراتيجيات المهمة مع تطورات هذا الفصل الحاسم.

بصفتي محللًا متمرسًا في أسواق التداول، عايشت العديد من الأسواق المتقلبة، والتغيرات الجيوسياسية العاصفة، والتحركات السعرية الجامحة. غير أن الربع الثاني من عام 2025 يبدو فصلًا فريدًا لأولئك الذين ينشطون في تداول السلع، مثل تداول النفط في 2025. فمع تصاعد التوترات السياسية، وتحولات كبيرة في تدفقات رؤوس الأموال العالمية، وتذبذب أسواق النفط بين تغيّرات الإمداد وغموض الطلب، ظهرت العديد من الإشارات الحاسمة خلال هذا الفصل.

سأعرض فيما يلي صورة المشهد الحالي، وأتلمّس ملامح المرحلة المقبلة، مستعرضًا الفرص والمخاطر التي قد تحملها بقية أشهر هذا الربع.

النقاط الرئيسة

  1. هل يرتفع معروض النفط بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا؟ شهد شهر فبراير زيادة عالمية بمقدار 240 ألف برميل يوميًا، فيما تستعد مجموعة أوبك+ لإنهاء تخفيضات بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، مما قد يُخلّ بتوازن السوق في الربع الثاني.
  2. هل يكون طلب آسيا قويًا بما يكفي لدعم الأسعار؟ مع توقع أن تشكل آسيا 60% من نمو الطلب، تثير البيانات الضعيفة القادمة من الصين والتعديلات الأخيرة على التوقعات تساؤلات جادة حول استمرار الاتجاه الصاعد للأسعار.
  3. هل النفط مهيأ لاختراق مستويات فنية محورية؟ تتحرك الأسعار قرب منطقة مقاومة حاسمة بين 68 و70 دولار، واختراق هذا الحاجز قد يمهد لتحول رئيسي في اتجاه السوق.
  4. كيف تؤثر الرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية في أسواق النفط؟ تُضيف التوترات التجارية الأمريكية، والتحولات في تدفقات رؤوس الأموال العالمية، مزيدًا من التعقيد والمخاطر على تداول النفط في عام 2025، خصوصًا بالنسبة للأصول المُسعّرة بالدولار.
  5. هل التقلّبات الهادئة تُنذر بانفجار سعري قادم؟ على الرغم من حالة الغموض العالمية، ما تزال تقلّبات أسعار النفط منخفضة، مما يشير إلى احتمالية أن تكون السوق بصدد تحضير لانفجار سعري أو انعكاس حاد.

تغيرات في إمدادات النفط

من أبرز التطورات التي تؤثر على تداول النفط في عام 2025 هو العودة التدريجية والهادئة للإمدادات. فقد شهدنا زيادة في الإنتاج لدى عدة أطراف رئيسية، إذ رفعت المملكة العربية السعودية إنتاجها من 8.91 مليون برميل يوميًا في ديسمبر إلى 8.95 مليون برميل بحلول فبراير، ومع أن بيانات شهر مارس لم تصدر بعد، إلا أن الاتجاه يبدو صاعدًا. والأهم من ذلك، أنّ الإنتاج العالمي ارتفع بمقدار 240 ألف برميل يوميًا خلال شهر فبراير وحده، مدفوعًا جزئيًا بمشروع توسعة "تنجيز Tengiz " في كازاخستان.

غير أنّ تغيرات الإمداد لا تقتصر على حجم الكميات فقط، إذ أكدت منظمة أوبك+ في اجتماعها المنعقد في 3 مارس، بدء التراجع التدريجي في تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا ابتداءً من 1 أبريل. هذا النوع من العودة المرنة يضفي قدرًا من الغموض على المشهد، إذ قد يتغيّر تبعًا لتطور أوضاع السوق، وهو عامل أضعه في الحسبان عند تداول النفط في عام 2025.

وعلى الجانب الآخر، تضخ الولايات المتحدة النفط بمعدلات قياسية، مما يجعل المعروض من النفط يميل إلى الوفرة. ولكن الأمر لا يقتصر على عدد البراميل فقط، بل يتعلق بما تعنيه تلك البراميل في ظل المناخين الاقتصادي والسياسي الراهنين.

إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط الخام، آلاف البراميل يوميًا، المصدر: Trading Economics / OPEC

الطلب موجود.. لكن معقد

رغم وجود نمو في الطلب، إلا أنه لا هشّ و ضعيف. إذ تتوقع الوكالة الدولية للطاقة ارتفاع الطلب العالمي على النفط بأكثر من مليون برميل يوميًا خلال هذا العام، مع مساهمة آسيا بحوالي 60% من هذا النمو. نظريا، تبدو التوقعات واعدة، لا سيما مع إعلان الصين عن خطط تحفيزية لدعم الاستهلاك. إلا أن المشكلة تكمن في أن البيانات الاقتصادية الحديثة من آسيا جاءت مخيبة للآمال، مما أدى إلى مراجعة التوقعات و تخفيضها. ولهذا، تبدو الآمال مشروطة: فإذا نجحت حوافز الصين وحافظت الهند على وتيرتها الاقتصادية، قد نشهد دعمًا جيدًا لأسعار النفط، أما إذا خابت التوقعات، فقد يعود ميزان العرض والطلب إلى الميل نحو الانخفاض، وهو أمر أضعه بعين الاعتبار في استراتيجياتي عند تداول النفط في 2025.

الرؤية الفنية: حركة عرضية مع احتمالية للانطلاق

من منظور فني، يتحرك النفط داخل قناة هابطة واضحة منذ منتصف يناير، وهو أمر مهم للغاية، إذ تمنحني هذه القناة حدودًا واضحة للتداول. وخلال الربع الثاني من العام، اختبر النفط دعم الحد السفلي من حدود البولينجرباند، ثم صحّح مساره صعودًا. حاليًا، يتم التداول ضمن منطقة مقاومة ديناميكية بين مستويي 38.2% و50% من تصحيح فيبوناتشي الأسبوعي، وهي نقطة التقاء فنية كلاسيكية. في لحظة كتابة هذا التحليل، مستوى المقاومة الأساسية حول مستوى 66 دولار، حيث تتلاقى نسبة 61.8% من تصحيح فيبوناتشي الأسبوعي مع المنطقة المحيطة بالمتوسط المتحرك لـ50 يومًا. وفي حال اختراق هذا المستوى، أضع نصب عيني الهدف التالي قرب 70 دولار، حيث تتجمع مؤشرات عدة: الحد العلوي لخطوط البولينجر باند ، منطقة تداخل المتوسطات المتحركة، والقمة المتوسطة لأحدث حركة سعرية قوية. إنها منطقة فنية قوية و مثيرة للاهتمام. أما إذا صمدت المقاومة وتراجع السعر، فإنني أراقب مستوى 60 دولار باعتباره أول مستوى دعم محتمل، كونه مستوى نفسي، ويمثل كذلك نسبة 23.6% من تصحيح فيبوناتشي. وقد يكون هذا المستوى نقطة ارتداد قوية للمتداولين الذين يفضلون التداول العرضي بدلًا من الاعتماد على الاختراقات خلال الربع الثاني. لذلك، يحتاج كل من يتداول النفط في 2025 إلى الحفاظ على مرونة عالية، إذ نتحرك في سوق ضيقة فنيًا، ومليئة بالتحديات الأساسية.

تشكّل القناة على الرسم البياني اليومي للنفط الخام

الخلفية الاقتصادية الكلية: الرسوم الجمركية والتوترات السياسية

تلعب السياسة دورًا بارزًا هذا العام، ويبدو أنّ تأثيرها سيستمر لفترة طويلة. فقد أدّت الحملة المكثفة للرئيس ترامب لفرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين إلى إحداث موجات ارتدادية في مختلف فئات الأصول المالية، بما في ذلك النفط. ومن المعروف أنّ تصاعد التوترات التجارية يُضعف الثقة في الأعمال ويُثبط الاستثمارات، مما يضغط على توقّعات الطلب على النفط.

وفي الوقت نفسه، تتسبب زيادة الميزانيات العسكرية وتنامي المخاوف من التضخم في أوروبا في تغيّرات حادة في تدفقات رؤوس الأموال. فقد قفزت عوائد السندات الألمانية لأجل 30 سنة، كما اكتسب اليورو قوة على حساب الدولار، وهو ما ينعكس بدوره على أسعار النفط باعتباره مقومًا بالدولار. وعادةً ما يدعم ضعف الدولار أسعار النفط، غير أنّ تداخل هذه العوامل يجعل المشهد أكثر تعقيدًا.

وبصفتي متداولًا نشطًا للنفط في عام 2025، أدرك أنّ هذه العوامل الاقتصادية الكبرى لا يمكن تجاهلها. فحتى عندما تبدو حركة العرض والطلب متوازنة ظاهريًا، ي فإن المشهد السياسي قادر على تغيير المزاج العام للأسواق في لحظة.

معنويات السوق والتقلبات: هدوء خادع

مما لاحظته مؤخرًا هو التباين بين معنويات السوق ومستوى التقلبات الفعلية. فعلى الرغم من حالة عدم اليقين السائدة، لا تزال تقلبات أسواق النفط هادئة نسبيًا، وهو ما كثيرًا ما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.

ويُظهر مؤشر ستوكاستيك حالة حيادية، مما يعني غياب زخم قوي في أي اتجاه. غير أنّ هذا لا يُطمئن كثيرًا، فقد يكون السوق يستعد لانفجار سعري.

ولهذا أنبّه عملائي وزملائي المتداولين: لا تدعوا حالة الهدوء تخدعكم. فالتداول في سوق النفط لعام 2025 يتطلب الجاهزية الكاملة لأي تغيّر مفاجئ في مشاعر السوق. وعندما تكون التقلبات منخفضة بصورة مصطنعة، قد تؤدي أي أخبار مفاجئة أو بيانات غير متوقعة إلى تحركات حادة تفوق المعتاد.

أفكار ختامية

مع التقدّم في الربع الثاني من العام، تتضح لي الصورة أكثر: تداول النفط في عام 2025 يعتمد على المرونة، والفهم العميق للسياق والانضباط. فالعرض يسجّل زيادات طفيفة، والطلب يتسم بتفاؤل حذر، والرسم البياني يوفّر لنا اتجاهًا عامًا، لكنه لا يعطي تأكيدًا كاملًا. حاليًا، أُركز اهتمامي على مستويي 70 دولار و65 دولار كنقاط تحوّل رئيسية. كما أتابع عن كثب التطورات السياسية، لا سيما القرارات المتعلقة بالرسوم الجمركية ومنظمة أوبك+. وأتهيأ أيضًا للحظة التي تنتفض فيها التقلبات وتفرض تحركًا حتميًا في السوق. قد لا يكون هذا الربع قد شهد انفجارات سعرية حتى الآن، غير أنّ الفتيل قد اشتعل. وإن كنت تتداول النفط في عام 2025 كما أفعل، فهذا هو الوقت المناسب لشحذ استراتيجياتك، وحماية رأس مالك، والاستعداد للتحرك بسرعة. فلنترقب ما تحمله لنا الأيام القادمة.

مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم