أهم 40 نمطًا من أنماط الرسم البياني لتحقيق النجاح في التداول

صحفية متخصصة في التداول لدى Exness

AR.Image.Exness Insights الصورة الرئيسية لأنواع أنماط الرسم البياني@3x.png

اكتشف قوة التحليل الفني من خلال هذا الدليل الذي يستعرض أنماط الرسوم البيانية التي ينبغي لكل متداول أن يعرفها. من أنماط استمرار الاتجاه إلى الانعكاس، مرورًا بالأنماط الثنائية، يكشف هذا المقال عن أكثر من 40 نمطًا يمكن أن يعزّز استراتيجيتك في التداول ويمنحك رؤية أعمق لحركة الأسعار.

في مقال سابق، تطرّقنا إلى أشهر أنماط الرسوم البيانية التي يعتمد عليها المتداولون. أما في هذا المقال، فنغوص أعمق، ونستعرض أكثر من أربعين نمطًا قد لا تبدو واضحة من الوهلة الأولى، لكنها تمنحك إشارات مهمّة عندما تتمكّن من التعرف عليها، وتساعدك على اتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً.

ما هي أنماط الرسم البياني؟

أنماط الرسم البياني هي أشكال تتكوّن على الرسم البياني لحركة الأسعار نتيجة لتفاعل قوى السوق بين المشترين والبائعين. تخيّلها كآثار أقدام نفسية السوق، تُظهر كيف يتصرّف المشاركون في السوق في لحظات معيّنة. سواء كنت متداولًا مبتدئًا أو تسعى لتطوير مهاراتك، فإن فهم هذه الأنماط يمنحك ثقة أكبر عند محاولة توقّع حركة السوق التالية. تستند هذه الأنماط البيانية إلى بيانات تاريخية حقيقية، وقد أثبتت موثوقيتها مع مرور الزمن. و عندما تتعلم كيف تتعرف عليها تصبح أدوات فعّالة تُعزّز من استراتيجيتك في التداول.

أنواع أنماط الرسم البياني

تنقسم أنماط الرسم البياني إلى ثلاثة أنواع رئيسية ينبغي لكل متداول أن يعرفها: أنماط الاستمرار، وأنماط الانعكاس، والأنماط الثنائية (أو المحايدة). فيما يلي عرض لأكثر من 40 نمطًا، مصنّفة بحسب سلوكها في ظروف السوق المختلفة.

أنماط الاستمرار

تشكل أنماط الاستمرار ركيزة أساسية في التحليل الفني، إذ تشير إلى أن الاتجاه الحالي— سواء كان صاعدًا أو هابطًا — مرجّح أن يستمر بعد فترة مؤقتة من التوقّف. وغالبًا ما تتشكّل هذه الأنماط خلال مراحل التماسك السعري، حيث يأخذ السوق فترة استراحة قبل استئناف الحركة في الاتجاه نفسه. يعتمد المتداولون على هذه التشكيلات باعتبارها إشارات استمرارية، تساعدهم في معرفة الاتجاه القادم لحركة السعر. من بين الأنماط الأكثر شيوعًا في هذه الفئة: نموذج العلم، والراية، والوتد، والمستطيل، والمثلث. ويساعد التعرّف على هذه الأنماط على الرسم البياني السعري المتداولين في اتخاذ قرارات مدروسة، لا سيما عند تحديد أهداف الربح أو نقاط الدخول. وعادةً ما تتكوّن هذه الأنماط في منتصف الاتجاه، ويتم تأكيدها باختراق سعري مصحوب بإغلاق قوي. إتقان استخدام أنماط الاستمرار يمكّن المتداول من توقّع حركة السعر المستقبلية، وبناء استراتيجيات واثقة تستند إلى سلوك السوق التاريخي. ويُعتبر المثلث المتماثل من بين أقوى هذه الأنماط في تأكيد استمرارية الاتجاه.

العلم الصاعد Bullish flag

يُعدّ نمط العلم الصاعد من بين أبرز أنماط الرسوم البيانية الصاعدة، ويمثّل مثالًا كلاسيكيًا على أنماط الاستمرارية في التحليل الفني. يظهر هذا النمط عادةً بعد حركة سعرية قوية نحو الأعلى، تُعرف باسم "سارية العلم"، تليها فترة قصيرة من التماسك يتذبذب فيها السعر نزولًا طفيفًا أو بشكل جانبي ضمن خطي دعم ومقاومة متوازيين.هذا التراجع القصير يشكّل شكل العلم على الرسم البياني، ويأخذ هيئة قناة هابطة صغيرة أو مستطيل مائل للأسفل. رغم هذا التوقف المؤقت، يظل الاتجاه العام صاعدًا، ويُرجّح أن يتبعه ارتفاع آخر قوي في السعر. من ناحية نفسية السوق، فإن هذا النمط يُجسّد مرحلة من الهدوء المؤقت بعد صعود سريع، حيث يُفضل المشترون جني الأرباح أو الانتظار قليلًا قبل الاستمرار في الدفع بالسعر إلى الأعلى. خلال هذه الفترة، ينخفض حجم التداول عادةً، ما يدلّ على توازن مؤقت بين العرض والطلب. ولكن عندما يخترق السعر الحدّ العلوي للعلم، خاصةً مع تزايد الحجم، فإن ذلك يُؤكّد استئناف الاتجاه الصاعد. ويُعتبر هذا النمط من الأدوات المهمة لتوقيت صفقات الشراء في الأسواق ذات الاتجاه الصاعد. عادةً، يُقاس طول سارية العلم ويُضاف إلى نقطة الاختراق لتقدير هدف الربح المتوقع. وعلى الرغم من أن الاختراق قد يكون مفاجئًا، يفضّل بعض المتداولين الانتظار لحصول إعادة اختبار لخط المقاومة المكسور كإشارة تأكيد إضافية. ومن الجدير بالانتباه أن فشل هذا النمط، أي إذا كسر السعر الاتجاه المعاكس، قد يدلّ على ضعف في الزخم أو اختراق كاذب، ولهذا تبقى إدارة المخاطر أمرًا ضروريًا. ووفقًا لدراسة جونسون لعام 2023، الصادرة عن معهد التحليل المالي تحت عنوان "أنماط الاستمرارية في الأسواق الصاعدة"، ففإن نموذج العلم الصاعد يُحقّق نسبة نجاح تبلغ 75% في التنبؤ بارتفاعات جديدة عندما يتكوّن ضمن اتجاه قوي.

نمط العلم الصاعد

العلم الهابط Bearish flag

أما نمط "العلم الهابط"، فهو من النماذج الكلاسيكية التي يُعتمد عليها كثيرًا في التحليل الفني، ويظهر خلال الاتجاهات الهابطة. يتكوّن هذا النمط بعد هبوط حادّ في السعر، يُمثّل "سارية العلم"، ثم يدخل السعر في مرحلة تصحيح قصيرة داخل قناة صاعدة صغيرة أو مستطيل مائل للأعلى. تأتي هذه الحركة المعاكسة للاتجاه العام لتمنح السوق هدنة مؤقتة، قبل أن يُواصل السعر هبوطه. ويُصبح النموذج ذا فاعلية حين يُغلق السعر أسفل الحدّ السفلي للعلم، إذ تُشير هذه الحركة إلى استئناف الزخم الهابط. ويتّسم هيكل النمط بخطين متوازيين أو متقارِبين يشكّلان الدعم والمقاومة، ويترافق ذلك غالبًا مع تراجع في حجم التداول أثناء الصعود التصحيحي. وهذا يعكس تردّدًا من البائعين أو سلوكًا لجني الأرباح، وليس تغييرًا حقيقيًا في الاتجاه. وعند حدوث الاختراق نحو الأسفل، لا سيما إذا رافقه ارتفاع في الحجم، يتأكّد استمرار المسار الهابط، وتُتاح بذلك فرصة واضحة لدخول صفقات بيع في انسجام مع الاتجاه الغالب. لتحديد الهدف السعري، يُقاس طول سارية العلم، ثم يُسقَط بنفس المسافة من نقطة الكسر نزولًا. ورغم قِصر مدة هذا النموذج، إلا أنه يُعدّ فعالًا للغاية، خاصة عند اقترانه بمؤشرات فنية أخرى أو عند انسجامه مع السياق العام للسوق.

نمط العلم الهابط

الراية الصاعدة Bullish pennant

يمثّل نموذج الراية الصاعدة أحد النماذج الكلاسيكية في التحليل الفني، ويظهر عادةً خلال موجة ارتفاع قوية في السوق، مشيرًا إلى توقّف مؤقّت قبل أن تستأنف الأسعار صعودها من جديد. يبدأ هذا النموذج بانطلاقة حادّة في السعر تُعرف بـ"سارية الراية"، تعقبها فترة قصيرة من التذبذب والانكماش ضمن مثلث متماثل صغير، حيث يستقرّ السعر مؤقتًا.تحدث هذه المرحلة من التماسك لأن بعض المتداولين يجنون الأرباح، ويهدأ زخم السوق قليلًا، ما يُتيح توازنًا نسبيًا بين ضغوط الشراء والبيع. وفي هذه المرحلة، تبدو السوق مترددة، إذ يتراجع كل من المشترين والبائعين عن التداول بقوة، لكن الشعور العام يبقى إيجابيًا. و تُشير خطوط الاتجاه المتقاربة التي تُشكّل المثلث إلى أن نطاق حركة السعر يضيق، ويتهيّأ لانطلاقة جديدة. ويتم تأكيد النموذج عندما يخترق السعر الخط العلوي للمثلث مصحوبًا بزيادة في حجم التداول، مما يدلّ على أن المشترين استعادوا السيطرة، وهم مستعدون لدفع الأسعار نحو الأعلى من جديد. عادةً ما يُقدّر المتداولون هدف الأرباح من خلال قياس طول سارية الراية، ثم إسقاط هذا الطول صعودًا من نقطة الاختراق. ويُفضّل بعض المتداولين الحذرين الانتظار حتى يعيد السعر اختبار مستوى الاختراق، ليتحول إلى دعم، قبل الدخول في الصفقة. ويُستخدم هذا النموذج بكثرة في مختلف الأسواق مثل الأسهم والفوركس والعملات الرقمية، لما يتميّز به من موثوقية في توقّع استمرار الاتجاه الصاعد.

نمط الراية الصاعدة

الراية الهابطة Bearish pennant

يمثل نمط الراية الهابطة أحد الأنماط الفنية المعروفة في التحليل الفني، ويُستخدم عادة للدلالة على استمرار الحركة السعرية داخل اتجاه هابط. يتكوّن هذا النمط بعد هبوط حاد في السعر، يُعرف باسم "سارية العلم"، يعقبه فترة قصيرة من التماسك السعري حيث يتحرك السعر داخل مثلث صغير متقارب. تعكس هذه المرحلة من التماسك حالة من التردد المؤقت، مع تباطؤ عمليات البيع وجني الأرباح من قبل البائعين. ومع ذلك، يشير هذا النمط في الغالب إلى احتمال استئناف الاتجاه الهابط بعد نهاية التماسك. تظهر البنية الداخلية للراية من خلال تلاقي قمم هابطة وقيعان صاعدة داخل شكل مثلثي، يصاحبه انخفاض تدريجي في حجم التداول. يدل هذا السلوك على أن المتعاملين في السوق في وضعية ترقّب للخطوة التالية. وعندما يكسر السعر الحد السفلي للمثلث، يتأكد النمط الهابط، وغالبًا ما يتوقع المتداولون استمرار الهبوط. يميل بعض المتداولين المحافظين إلى انتظار إعادة اختبار خط الدعم المكسور، والذي يتحوّل إلى مقاومة، قبل فتح صفقة بيع. وقد يمنح ظهور شمعة هابطة قوية في لحظة إعادة الاختبار مزيدًا من التأكيد على صحة النموذج. يُعدّ نمط الراية الهابطة من بين أنماط الاستمرار في الرسم البياني، ويحظى بتقدير واسع نظرًا لدقّته في تحديد نقاط الدخول وأهداف الأرباح. وغالبًا ما يُحسب الهدف السعري المتوقع بقياس طول سارية العلم وتطبيق هذا القياس نزولًا من نقطة الكسر. ووفقًا لدراسة نُشرت سنة 2015 في مجلة التمويل والتعاملات المصرفية التطبيقية ، فإن نمط الراية الهابطة حقق معدل نجاح بنسبة 71.3% في التنبؤ باستمرار الاتجاه في الأسواق الناشئة.

نمط الراية الهابطة

المثلث الصاعد Ascending triangle

المثلث الصاعد ممن الأنماط الكلاسيكية الشهيرة في التحليل الفني، ويُستخدم على نطاق واسع لتوقّع استمرار الاتجاه الصاعد. يتكوّن هذا النمط من خط مقاومة أفقي ثابت في الأعلى، يقابله خط دعم صاعد في الأسفل، ما يُشكّل مثلثًا قائم الزاوية. ويُشير هذا التكوين إلى ضغط شرائي متزايد، حيث ترتفع القيعان تدريجيًا رغم ثبات المقاومة، مما يدلّ على استعداد المشترين للدخول عند مستويات أعلى في كل مرة.يكتمل النمط عندما يخترق السعر خط المقاومة من الأعلى، ويُفضّل أن يصاحب هذا الاختراق ارتفاع في حجم التداول. وتكمن أهمية هذا النمط في الطريقة التي يُجسّد بها نفسية السوق، حيث يُظهر استعداد المشترين للدخول عند مستويات سعرية أعلى مع مرور الوقت، مما يولّد ضغطًا على مستوى المقاومة. وتشير هذه الحركة إلى احتمالية قوية لحدوث اندفاع سعري بمجرد كسر هذا الحاجز.يعتمد العديد من المتداولين على هذا النمط لفتح صفقات شراء فور حدوث الاختراق، بينما يفضّل البعض الآخر الانتظار إلى حين إعادة اختبار مستوى المقاومة السابق للتحقّق من تحوّله إلى دعم. ويُستخدم هذا النمط أيضًا لتقدير هدف الربح، وذلك بقياس ارتفاع المثلث ثم إسقاطه صعودًا انطلاقًا من نقطة الاختراق. ونظرًا لدرجة موثوقيته العالية، يُصنّف المثلث الصاعد ضمن أكثر أنماط الاستمرار فعالية. وقد أظهرت دراسة أندرسون لعام 2023، بعنوان "تحليل أنماط الاستمرار في الأسواق الصاعدة"، أن نماذج المثلث الصاعد حققت نسبة نجاح بلغت 75% في توقّع استمرار الاتجاه الصاعد عبر مختلف فئات الأصول.

نمط المثلث الصاعد

المثلث الهابط Descending triangle

يُصنّف "المثلث الهابط" ضمن أكثر الأنماط شهرة في التحليل الفني. يظهر غالبًا أثناء الاتجاه الهابط، ويُشير إلى احتمال مواصلة الزخم البيعي. يتكوّن هذا النمط من مستوى دعم أفقي وخط اتجاه هابط يربط القمم المنخفضة، مشكّلًا مثلثًا يضيق تدريجيًا مع الوقت. هذا التضييق يعكس تصاعد ضغط البيع، إذ يعجز المشترون عن دفع الأسعار نحو الأعلى.

ما يميّز هذا النمط عن غيره من أنماط الرسم البياني هو بنيته التي تُجسّد صراعًا بين مشترين يحاولون الدفاع عن مستوى محدد، وبائعين يزدادون قوة. الارتدادات المتكررة من مستوى الدعم توحي بوجود اهتمام مؤقت بالشراء، لكن كل قمة لاحقة تكون أدنى من سابقتها، ما يدلّ على تراجع نفوذ المشترين. وعندما تُغلق حركة السعر دون الدعم بشكل واضح، يُعتبر كسر النمط مؤكدًا، وغالبًا ما يتبعه استمرار حاد في الاتجاه الهابط.

يميل المتداولون المحافظون إلى انتظار إعادة اختبار مستوى الدعم المخترق (الذي يتحوّل إلى مقاومة) قبل دخول الصفقة، للتأكد من صحة الكسر وتقليل احتمالات الكسر الكاذب. ورغم أن هذا النمط يظهر أساسًا أثناء الاتجاهات الهابطة، إلا أنه قد يتشكّل أحيانًا كنمط انعكاسي بعد اتجاه صاعد، لكن في حالات الانعكاس، غالبًا ما يكون نمط المثلث الصاعد أكثر ملاءمة.

يُعدّ نمط المثلث الهابط من أوضح الدلالات على سيطرة البائعين في السوق. ووفقًا لدراسة "أنماط الانعكاس في الأسواق الهابطة" التي أعدّها تريفور ديفيس عام 2023 لصالح معهد التحليل السوقي، أظهر هذا النمط نسبة نجاح بلغت 68% في التنبؤ باستمرار الاتجاه الهابط أو انعكاسه. سواء في سوق الفوركس أو الأسهم أو العملات الرقمية المشفرة، يبقى هذا النمط أداة فعّالة للتوقّع بحركة الأسعار الهبوطية وصقل استراتيجيات البيع.

راجع دليلنا حول أنماط المثلثات في الرسوم البيانية إذا كنت ترغب في التعمّق أكثر في تكويناتها وكيفية تداولها بفعالية.

نمط المثلث الهابط

المستطيل الصعودي Bullish rectangle

نمط المستطيل الصعودي من أشهر أنماط الاستمرارية في التحليل الفني، ويظهر عادة خلال الاتجاهات الصاعدة، حيث يُشير إلى توقف مؤقت في الحركة قبل استئناف الصعود. يتكوّن عندما يتحرك السعر داخل نطاق أفقي محصور بين مستوى دعم ومستوى مقاومة، مما يُشكّل مستطيلًا واضحًا على الرسم البياني. هذا التذبذب الجانبي يعكس حالة من التوازن المؤقت بين قوى الشراء والبيع. وغالبًا ما تتكرّر محاولات لمس الدعم والمقاومة، ما يدل على وجود مستويات سعرية قوية يتفاعل معها المتداولون بثقة. ورغم غياب الاتجاه الواضح خلال هذه المرحلة، تبقى النظرة الإيجابية سائدة، خاصة أن النمط ينتهي عادة باختراق نحو الأعلى. عندما يخترق السعر مستوى المقاومة ويغلق فوقه، غالبًا ما يكون ذلك مصحوبًا بزيادة في حجم التداول، ما يُعدّ إشارة إلى تجدد الإقبال على الشراء. وفي هذه الحالة، يُقبل المتداولون على فتح صفقات شراء من نقطة الاختراق، ويعتمدون على ارتفاع المستطيل لتقدير هدف الربح المحتمل. وقد يعيد السعر اختبار المقاومة المكسورة كمستوى دعم جديد، لكن الاتجاه العام يبقى داعمًا لاستمرار الصعود. يحظى نمط المستطيل الصعودي بشعبية بين المتداولين المعتمدين على التحليل الفني، لأنه يوفّر معالم واضحة لتحديد مستوى المخاطرة والعائد المحتمل، ما يجعله أداة فعّالة لرصد الفرص في بيئات السوق الصاعدة.

نمط المستطيل الصعودي

المستطيل الهبوطي Bearish rectangle

يمثّل المستطيل الهبوطي أحد أنماط الاستمرار في التحليل الفني، ويتكوّن عادة خلال الاتجاه الهابط، مشيرًا إلى فترة مؤقتة من التماسك قبل أن يستأنف السوق حركته نحو الأسفل. يظهر هذا النمط عندما يتحرّك السعر بشكل جانبي داخل قناة أفقية، بين مستوى دعم ومستوى مقاومة واضحين، مما يُنتج شكلًا مستطيلًا على الرسم البياني. خلال هذه المرحلة، يحتدم الصراع بين المشترين والبائعين. يحاول المشترون رفع السعر من منطقة الدعم، بينما يمنع البائعون أي صعود عند المقاومة. ورغم هذا التذبذب، فإن الاتجاه الهابط العام يظل مسيطرًا، ولا يُعتبر هذا النمط إشارة لانعكاس الاتجاه، بل مجرّد استراحة مؤقتة. يُراقب المتداولون هذه المرحلة بدقة، بحثًا عن إشارات ضعف مثل: فشل في اختراق المقاومة، أو تسجيل قمم منخفضة نسبيًا. مثل هذه العلامات قد تدلّ على أن الضغط البيعي يتزايد تدريجيًا. وعند حدوث الكسر النهائي للدعم، يُقاس ارتفاع المستطيل لتحديد الهدف السعري المتوقع نحو الأسفل. يتميّز نمط المستطيل الهبوطي بوضوح شكله وسهولة تفسيره، ما يجعله شائعًا بين مستعملي التحليل الفني، خاصةً في الأسواق ذات الاتجاه الواضح. إذ يوفّر إطارًا منظّمًا لاتخاذ قرارات البيع، مع تحديد واضح لنقاط الدخول والخروج والمخاطرة.

نمط المستطيل الهبوطي

الوتد الصعودي Bullish wedge (الوتد المائل إلى الأسفل خلال الاتجاه الصاعد)

نمط الوتد المائل إلى الأسفل الذي يظهر ضمن اتجاه صاعد إشارة لاستمرار الصعود، إذ يتكوّن غالبًا عندما تبدأ الأسعار بالتحرك ضمن خطّي اتجاه مائلين إلى الأسفل ومتقاربين. يُشير هذا النمط إلى فترة تصحيح مؤقت أو تراجع طفيف ضمن الاتجاه الصاعد العام. وغالبًا ما تنخفض أحجام التداول خلال هذه المرحلة نتيجة لانخفاض التقلبات وانتظار المتداولين لحركة كسر محتملة. هذا النمط يدل على أن البائعين ما زالوا قادرين على دفع الأسعار نحو الأسفل، لكن قوتهم تضعف تدريجيًا مع ضيق نطاق الحركة. ويُظهر الرسم البياني أن المشترين بدأوا بالتدخّل تدريجيًا وامتصاص ضغط البيع، ما يمهّد لكسر الاتجاه الهابط واستئناف المسار الصاعد الأصلي. يدخل المتداولون عادة صفقات شراء بعد تأكيد اختراق الحد العلوي للنمط، خاصة إذا صاحبه ارتفاع في حجم التداول، ويكون الهدف السعري المتوقع مساويًا لارتفاع الوتد نفسه ويُقاس من نقطة الاختراق.

نمط الوتد الصعودي (الوتد المائل إلى الأسفل ضمن اتجاه صاعد)

الوتد الهبوطي Bearish wedge (الوتد المائل إلى الأعلى ضمن اتجاه هابط)

يتكوّن هذا النموذج خلال اتجاه هابط، ويُشير إلى احتمال استمرار الحركة الهابطة. ترتفع الأسعار داخل خطّي اتجاه مائلين نحو الأعلى ومتقاربين، ما يُشكّل بنية متضيّقة على الرسم البياني. ويتأكّد النموذج عند كسر السعر لخط الاتجاه السفلي، ما يدلّ على أن البائعين استعادوا السيطرة على السوق. غالبًا ما يُجسّد هذا الوتد تراجعًا تدريجيًا في زخم الشراء، إذ تفقد كل دفعة صعودية جزءًا من قوتها، ويتراجع معها حجم التداول. وهذا الضعف المتزايد في الزخم الإيجابي يمنح البائعين فرصة للتدخّل، مما يُمهد لانخفاض أكثر حدّة. ويعتمد المتداولون عادة على قياس ارتفاع الوتد لتقدير هدف الربح بعد حدوث الكسر.

نمط الوتد الهبوطي (الوتد المائل إلى الأعلى ضمن اتجاه هابط)

نمط الحركة المُقاسة (صعودًا أو هبوطًا) Measured move

يتكوّن نمط الحركة المُقاسة من ثلاث مراحل: حركة قوية في اتجاه واضح، ثم فترة تصحيح، تليها حركة جديدة في الاتجاه نفسه. في النمط الصاعد، غالبًا ما تكون الحركة الثانية مساوية تقريبًا للأولى من حيث الطول. يمكن للمتداولين تحديد هذا النمط من خلال قياس طول الموجة الأولى، ثم إسقاطه انطلاقًا من نهاية التصحيح. يظهر هذا النمط كثيرًا في الأسواق التي تتّبع اتجاهًا واضحًا. وغالبًا ما يتخذ التصحيح شكل راية، أو مثلث صغير، أو وتد. ويُنتظر خلال هذه المرحلة أن ينخفض حجم التداول، ثم يعاود الارتفاع عند انطلاق الحركة الثانية. ويُؤكّد اكتمال النمط عندما يعود السعر للتحرك بقوة في الاتجاه الأصلي.

نمط الحركة المُقاسة (صعود/هبوط)

أنماط الانعكاس

تُشير هذه الأنماط من الرسوم البيانية إلى احتمال تغيّر الاتجاه السائد في السوق. وتساعد أنماط الانعكاس المتداولين على التعرّف على اللحظات التي قد يقترب فيها الاتجاه الحالي من نهايته، مما يُتيح لهم الاستعداد لتحوّل محتمل في المسار السعري. وقد تتكوّن هذه التشكيلات بعد اتجاهات صاعدة أو هابطة، وغالبًا ما تُعدّ إشارات مبكّرة على تغيّر في مزاج السوق. وتنقسم أنماط الانعكاس عمومًا إلى نوعين رئيسيين: الانعكاس الصاعد والانعكاس الهابط. يشير نمط الانعكاس الصاعد إلى تحوّل من اتجاه هابط إلى صاعد، ما يُوحي بتزايد قوة المشترين. في المقابل، يُمثّل نمط الانعكاس الهابط انتقالًا من اتجاه صاعد إلى هابط، وغالبًا ما يكون مدفوعًا بارتفاع ضغط البيع. وتُعد القدرة على التعرّف على هذه الأنماط، سواء كانت انعكاسية صاعدة أم انعكاسية هابطة، من المهارات الأساسية لتوقّع التحوّلات الكبيرة في الأسواق. ومن أشهر أنماط الانعكاس الصاعد، نمط الرأس والكتفين المقلوب، في حين يُعد القمة المزدوجة من أبرز أمثلة عن أنماط الانعكاس الهابط.

نمط الرأس والكتفين Head and shoulders

نمط الرأس والكتفين من أكثر أنماط الانعكاس شهرة وموثوقية في التحليل الفني. وغالبًا ما يتكوّن في نهاية اتجاه صاعد، ليشير إلى احتمال انعكاس السوق نحو الهبوط. يتشكّل هذا النمط من ثلاث قمم متتالية: الأولى والثالثة تُعرفان بـ"الكتفين"، وهما أقل ارتفاعًا ومتقاربتان، أما القمة الوسطى فهي "الرأس" وتشكل أعلى نقطة في النموذج. وتُرسم "خط الرقبة" أفقيًا أو مائلًا قليلًا، ليربط القيعان الواقعة بين الرأس والكتفين.

تكمن أهمية هذا النمط في دلالاته النفسية داخل السوق. فالصعود نحو الكتف الأول يعكس حركة صاعدة طبيعية، يعقبها تراجع مؤقت. ثم يأتي الاندفاع نحو الرأس ليجسّد ذروة حماس المشترين. غير أن الفشل في بلوغ قمة جديدة عند الكتف الثاني يكشف عن ضعف في ضغط الشراء. وعندما يكسر السعر خط العنق نزولًا مع ارتفاع في حجم التداول، يُعتبر النمط مكتملًا، ما يؤكد بداية انعكاس نحو الهبوط.

يعتمد المتداولون على هذا الكسر كنقطة دخول لصفقات البيع، وغالبًا ما يحددون هدفهم السعري بمقدار المسافة بين الرأس وخط العنق. ويُستخدم هذا النمط على نطاق واسع في أسواق الفوركس والأسهم والعملات الرقمية، لما يتمتع به من وضوح وموثوقية تاريخية. ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2009 في مجلة إدارة المحافظ الاستثمارية، أجراها الدكتور أندرو لو Dr. Andrew Lo وياسمينة حسن-هوتزيتشJasmina Hasanhodzic، بلغت نسبة نجاح نمط الرأس والكتفين في التنبؤ بانعكاس الاتجاه نحو 65% عبر فئات الأصول المختلفة. ومن بين جميع الأنماط الفنية، يُعتبر هذا النمط من أوضحها بصريًا وأعمقها دلالة من حيث سلوك السوق.

نمط الرأس والكتفين من أكثر أنماط الرسم البياني الفنية استعمالا في التداول.

الرأس والكتف المقلوب Inverse head and shoulders

نمط الرأس والكتفين المقلوب هو من أقوى أنماط الانعكاس التي تظهر بعد الاتجاهات الهابطة، ويشير إلى احتمال تحوّل السوق من الهبوط إلى الصعود. يتكوّن هذا النموذج من ثلاث قيعان: القاع الأوسط، أو "الرأس"، يكون الأعمق، وتحيط به قيعان أعلى تُعرف بـ"الكتفين". يعبّر هذا التكوين عن تراجع تدريجي في قوة البيع مقابل ارتفاع في اهتمام المشترين. ويُرسم "خط الرقبة" ليربط بين القمم الواقعة بين القيعان. عند كسر السعر لهذا الخط صعودًا، يُعد ذلك إشارة على انعكاس الاتجاه نحو الأعلى وبداية محتملة لاتجاه صاعد جديد. ويحظى هذا النمط بتقدير واسع في التحليل الفني لما يتميّز به من وضوح وموثوقية، خصوصًا إذا ترافق الكسر مع زيادة في حجم التداول. وغالبًا ما يُستخدم مع مؤشرات أخرى لتأكيد الاتجاه ووضع أهداف ربح تُقاس بالمسافة بين الرأس وخط الرقبة. تكمن قوة هذا النمط في قدرته على تجسيد التحوّل النفسي في السوق: فالبائعون يسيطرون في البداية، ثم يفقدون الزخم، وفي النهاية يُمسك المشترون بزمام المبادرة. وعند تجاوز خط الرقبة، تتسارع الحركة السعرية نحو الأعلى، مما يؤكد تحوّل السوق إلى المسار الصاعد. وبين جميع الأنماط الفنية، يتميّز نمط الرأس والكتفين المقلوب بثباته وقوة دلالته على انطلاقة الاتجاه الصاعد الجديد.

الرأس والكتفين المقلوب

نمط القمة المزدوجة Double top

يمثل نمط القمة المزدوجة إشارة لانعكاس الاتجاه نحو الهبوط، ويظهر عادةً بعد حركة صاعدة. يتميّز هذا النمط بقمّتين متقاربتين في المستوى، تفصل بينهما حركة هبوط معتدلة. ويُعدّ كسر القاع الواقع بين القمتين – ويُعرف بخط الرقبة – تأكيدًا على اكتمال النمط. يشير هذا التكوين إلى أن ضغط الشراء فشل مرتين في تجاوز مستوى المقاومة نفسه، ما يدل على ضعف الزخم الصاعد. وعند كسر خط الرقبة، عادةً ما يستعيد البائعون السيطرة، مما يؤدي إلى حركة هبوطية قوية. وغالبًا ما يعتمد المتداولون على المسافة بين القمم وخط الرقبة لتقدير الهدف السعري المتوقع بعد الاختراق الهابط.

نمط القمة المزدوجة

نمط القاع المزدوج Double bottom

يمثل نمط القاع المزدوج أحد أنماط الانعكاس الصاعد التي تظهر بعد اتجاه هابط، ويُشير إلى احتمال تغيّر الزخم من هابط إلى صاعد. يتكوّن هذا النمط من قاعين واضحين عند مستوى سعري متقارب، يفصل بينهما قمة متوسطة. ويُعدّ اختراق هذه القمة إشارة على بداية اتجاه صاعد جديد. ويُعتبر القاع المزدوج من بين أبسط أنماط الرسم البياني وأكثرها موثوقية، لا سيما إذا تزامن مع ازدياد في حجم التداول عند لحظة الاختراق. ويعكس هذا النمط حالة السوق التي تبدأ فيها ضغوط البيع بالانحسار تدريجيًا، بينما يستعيد المشترون السيطرة، مما يُمهّد لتحوّل في الاتجاه. وغالبًا ما يعتمد المتداولون على المسافة بين القاعين والقمة الوسطى لتقدير الهدف السعري المحتمل بعد الاختراق.

نمط القاع المزدوج

نمط القمة الثلاثية Triple top يشبه نمط القمة المزدوجة، لكنه يتكوّن من ثلاث قمم تشير إلى وجود مقاومة قوية عند مستوى سعري معيّن. يُعدّ هذا النمط إشارة أوضح على انعكاس الاتجاه نحو الهبوط، خاصة إذا تبِعَه كسر لمستوى الدعم. فشل السعر المتكرر في اختراق نفس منطقة المقاومة يدل على ضعف المشترين، مما يزيد من احتمال تغيّر الاتجاه نحو الأسفل. غالبًا ما يستخدم المتداولون المسافة بين القمم وخط الدعم لتقدير الهدف السعري المتوقع بعد حدوث الكسر.

نمط القمم الثلاثية

القاع الثلاثي Triple bottom

يمثل القاع الثلاثي نمطًا صاعدًا في الرسم البياني، يتميّز بثلاث قيعان متساوية تقريبًا، ما يشير إلى منطقة دعم قوية خضعت للاختبار أكثر من مرة. ويكتمل هذا النمط عندما يخترق السعر مستوى المقاومة الذي تشكّل عند القمم الواقعة بين القيعان. يشير هذا الاختراق إلى أن المشترين تمكنوا من السيطرة على السوق بعد امتصاص ضغوط البيع المتكررة. ويُنظر إلى هذا النمط غالبًا كإشارة موثوقة على بداية اتجاه صاعد، حيث يُقدّر الهدف السعري وفق المسافة بين الدعم والمقاومة.

نمط القاع الثلاثي

نمط القمة المستديرة Rounding top

يمثّل نمط القمة المستديرة إحدى إشارات الانعكاس التدريجي في الأسواق، ويظهر حين تبدأ قوى الشراء بالتراجع ببطء، مما يُشكّل منحنىً ناعمًا يشبه القُبّة على الرسم البياني. غالبًا ما يدلّ هذا النمط على انتقال السوق من مسار صاعد إلى آخر هابط، حيث تنتقل السيطرة من المشترين إلى البائعين. يتّسم هذا النمط بحركة سعرية بطيئة ومستديرة، لا تحتوي على قمم حادة، ما يعكس حالة من التردّد وضعف في الطلب. ويحدث الانعكاس المؤكّد عندما يغلق السعر تحت مستوى دعم رئيسي يُعرف عادةً بـ"خط الرقبة"، وهو ما يُعدّ إشارة واضحة على بدء الاتجاه الهابط. يعتمد المتداولون عادةً على قياس المسافة بين القمة وخط الرقبة لتقدير الهدف السعري المتوقع للهبوط. ومن مميّزات هذا النمط أنه يتكوّن ببطء، مما يمنح المتداولين وقتًا كافيًا للتحضير، خصوصًا عند اقترانه بتراجع في حجم التداول وظهور شموع يابانية هابطة.

نمط القمة المستديرة

نمط القاع المستدير Rounding Bottom

يُعرف أيضًا باسم "قاع الصحن"، ويُعد من أنماط الانعكاس الصاعد التي تشير إلى تحوّل تدريجي في اتجاه السوق من الهبوط إلى الصعود. يتخذ شكلاً منحنيًا ناعمًا على هيئة حرف U، ويُظهر فترة من التراكم بعد هبوط طويل في الأسعار. ويُجسّد هذا النمط تراجع الضغوط البيعية تدريجيًا، مقابل دخول المشترين بحذر إلى السوق. تأكيد هذا النمط يحدث عند اختراق السعر لمستوى المقاومة، والذي يُطلق عليه غالبًا "خط العنق"، ما يدل على أن السيطرة انتقلت إلى المشترين. ويعتمد المتداولون عادة على قياس المسافة من أدنى نقطة في القاع إلى خط العنق لتقدير الهدف السعري المحتمل بعد الانعكاس. كما يُلاحظ في الغالب زيادة في حجم التداول أثناء الاختراق، مما يعزّز من مصداقية التحوّل الصاعد.

نمط القاع المستدير

نمط الوتد الهابط Falling Wedge (ضمن اتجاه صاعد ← انعكاس هابط)

يتكوّن نمط الوتد الهابط خلال اتجاه هابط، ويُشير إلى احتمال حدوث انعكاس صاعد. يتشكّل هذا النمط عندما يُسجّل السعر قممًا وقيعانًا أدنى داخل خطي اتجاه مائلين نحو الأسفل ومتقاربيْن. ويُعدّ اختراق الحد العلوي للوتد هو نقطة الدخول، إذ يدلّ على تحوّل في الزخم من البائعين إلى المشترين. ويعكس هذا النمط تراجعًا تدريجيًا في ضغط البيع، حيث تصبح القيعان اللاحقة أقل حدة، ويبدأ الزخم السلبي في الضعف. وغالبًا ما يُنظر إلى تضييق نطاق السعر على أنه إشارة إلى مرحلة تجميع. وعند حدوث الاختراق مصحوبًا بارتفاع في حجم التداول، يُؤكّد ذلك النية الصعودية ويُعتبر إشارة قوية على انعكاس الاتجاه. ويُقدَّر الهدف السعري عادةً من خلال قياس ارتفاع الوتد وإضافته إلى مستوى الاختراق.

نمط الوتد الهابط

نمط الوتد الصاعد Rising Wedge (في اتجاه صاعد ← انعكاس هابط)

يُشير نمط الوتد الصاعد، في سياق الاتجاه الصاعد، غالبًا إلى اقتراب انعكاس نحو الهبوط. إذ تتحرك الأسعار صعودًا داخل خطي اتجاه مائلين إلى الأعلى ومتقاربان، مما يُشكّل بنية ضيقة على الرسم البياني. وعند كسر الخط السفلي، يكون ذلك علامة على ضعف الاتجاه الصاعد وبدء تحول محتمل في الاتجاه. يتكوّن هذا النمط عادة حين يبدأ الزخم الصاعد في التراجع، إذ تبدو كل قمة جديدة أقل قوة من سابقتها. وغالبًا ما يُلاحظ تراجع في حجم التداول خلال تشكّل الوتد، مما يعكس ضعف ثقة المشترين. وعندما يحدث الكسر الهبوطي، خاصة إذا ترافق مع زيادة في الحجم، فإن ذلك يؤكد أن البائعين استعادوا السيطرة. ويستعين المتداولون بارتفاع الوتد لتقدير الهدف السعري الهبوطي المتوقع انطلاقًا من نقطة الكسر.

نمط الوتد الصاعد (في اتجاه صاعد ← انعكاس هابط)

انعكاس الجزيرة Island Reversal

"انعكاس الجزيرة" نمط فمي نادر لكنه يعطي إشارة قوية لاحتمال الانعكاس السعري، ويظهر عندما يحدث فجوة سعرية صاعدة، تتبعها حركة عرضية للسعر، ثم فجوة هابطة — أو العكس في حالة الاتجاه الصاعد. هذا التسلسل يُكوّن منطقة سعرية منعزلة تشبه الجزيرة، تفصلها عن بقية الرسم البياني فجوتان في اتجاهين متعاكسين. وعادةً ما يشير هذا النمط إلى تغيّر مفاجئ وحاد في مزاج السوق. يعكس هذا النمط تغيّرًا مفاجئًا وسريعًا في المزاج العام للسوق، وغالبًا ما يكون مدفوعًا بأخبار مفاجئة أو نتائج مالية غير متوقّعة. وتُعدّ الفجوتان المتعاكستان بمثابة تأكيد واضح على الانعكاس، وتزداد قوّة هذا النمط إذا رافق الفجوة الثانية ارتفاع حاد في حجم التداول. ويستفيد المتداولون من نطاق سعر "الجزيرة" نفسها لتحديد مستويات وقف الخسارة أو تقدير الأهداف المتوقعة.

نمط الانعكاس الجزيرة

نمط الكوب والعروة Cup and handle

نمط الكوب والعروة من أنماط الفنية الاستمرارية الصاعدة، ويشبه في شكله فنجان الشاي. يتكوّن "الكوب" من قاع دائري يعكس تحوّلًا تدريجيًا من ضغط البيع إلى ضغط الشراء، بينما تتشكّل "العروة" عبر حركة تصحيحية قصيرة أو فترة من التماسك السعري. عند اختراق العروة نحو الأعلى، يُعدّ ذلك إشارة قوية على استئناف الاتجاه الصاعد، وغالبًا ما يتبعه اندفاع قوي في السعر. يحظى هذا النمط بشعبية واسعة بين المتداولين في الأسواق التقليدية وسوق العملات الرقمية المشفّرة، نظرًا لدرجة موثوقيته العالية. يمكنك الاطّلاع على كيفية استخدامه في تحليل لعملة بيتكوين من هنا.

نمط الكوب والمقبض

نمط الكوب والعروة المقلوب Inverted cup and handle

يمثل هذا النمط الصورة المعاكسة لنمط الكوب والعروة، ويُصنّف ضمن الأنماط الانعكاسية الهابطة. يتخذ شكل "U" مقلوب، مما يدلّ على فقدان تدريجي للزخم الصاعد. تظهر "العروة" كفترة وجيزة من التماسك أو الارتداد الطفيف للأعلى، قبل أن يستأنف السعر مساره الهابط.إذا كسر السعر خط العروة نحو الأسفل، فإن ذلك يُؤكّد استمرار الاتجاه الهابط ويشير إلى احتمالية انخفاضات إضافية في السعر. غالبًا ما يستخدم المتداولون هذا النمط لاستباق فرص البيع على المكشوف، خصوصًا إذا ترافق الكسر مع زيادة في حجم التداول.

نمط الكوب والمقبض المعكوس

نمط القمّة المتوسّعة Broadening Top

تُشير القمة المتوسعة إلى نمط انعكاسي هابط يظهر من خلال خطي اتجاه متباعدين، يشكّلان هيكلًا يتسع تدريجيًا مع تسجيل قمم أعلى وقيعان أدنى. يعكس هذا التشكّل اتساعًا في نطاق حركة الأسعار، ما يدلّ على تزايد التقلّبات في السوق وغياب الاتجاه الواضح، وغالبًا ما يكون نتيجة التداول العاطفي أو حالة من عدم اليقين. ومع اتساع التذبذبات، يُفهم من النمط أن السوق يمرّ بحالة من عدم الاستقرار، وأن الاتجاه الصاعد يفقد زخمه. وعند كسر مستوى الدعم إلى الأسفل، يتأكد التحوّل نحو الميل الهابط، ما يُعطي إشارة على انعكاس الاتجاه. يعتمد بعض المتداولين على أوسع نقطة في هذا النمط لتقدير الهدف السعري المحتمل بعد حدوث الكسر. ويُلاحظ ظهور هذا النمط غالبًا قرب قمم الأسواق، ويُعتبر تنبيهًا مبكرًا لاحتمال تغيّر الاتجاه.

نمط القمة المتوسعة

نمط القاع المتوسّع Broadening bottom

نمط القاع المتّسع يُعدّ النظير الصاعد لنموذج القمة المتّسعة، ويظهر عادة بعد اتجاه هابط، مشيرًا إلى احتمال حدوث انعكاس في المسار. يتميّز هذا النمط بتذبذبات سعرية متوسّعة، حيث تُسجّل الأسعار قيعانًا أدنى وقيَمًا عليا أعلى، مما يعكس ازدياد حدّة التقلبات وصراعًا متصاعدًا بين قوى الشراء والبيع. هذا التداخل العشوائي يعكس حالة من عدم اليقين المتزايد في السوق، لكنه يُمهّد أيضًا لاحتمال انتقال نحو الاتجاه الصاعد. عند اختراق السعر لخط المقاومة العلوي، يُعدّ ذلك إشارة مؤكدة على الانعكاس، ودليلًا على أن المشترين بدؤوا يفرضون سيطرتهم. غالبًا ما يراقب المتداولون حجم التداول عند حدوث الاختراق، ويستعينون بعرض النمط لتقدير الهدف السعري المحتمل. وغالبًا ما يُنظر إلى هذا النمط كإشارة على تراكم الشراء قبل انطلاق حركة قوية نحو الأعلى.

نمط القاع المتسع

القمة الأنبوبية Pipe top

القمة الأنبوبية نمط انعكاسي نادر لكنه ذو أثر كبير، ويتكوّن عندما تظهر قمتان حادتان عند مستوى سعري متقارب، فيبدو الشكل شبيهًا بأنبوبيةين متوازيين. غالبًا ما يظهر هذا النمط بعد حركة صاعدة قوية، ويشير إلى تغيّر مفاجئ في معنويات السوق من الاتجاه الصاعد إلى الاتجاه الهابط. وتدل سرعته على ضعف المشترين واحتمال وقوع المتأخرين في فخ الدخول المتأخر. عندما تفشل القمة الثانية في اختراق القمة الأولى ويبدأ السعر في الانعكاس بقوة، فإن موجة بيع قوية قد تتبع ذلك مباشرة. يترقب المتداولون تأكيد النمط من خلال شمعة هابطة قوية مصحوبة بزيادة في حجم التداول، ويُستخدم الفرق بين القمتين ونقطة الكسر لتقدير الهدف السعري الهابط المحتمل. ويكثر ظهور نمط القمة الأنبوبية في الأسواق ذات التقلّب العالي أو المتأثرة بالأخبار.

نمط الالقمة الأنبوبية

القاع الأنبوبي Pipe bottom

يمثل نمط القاع الأنبوبي النسخة الصاعدة من نمط القمة الأنبوبية. ويتكوّن هذا النموذج بعد اتجاه هابط قوي، حيث تظهر قاعان حادّان ومتتاليان تقريبًا عند نفس المستوى السعري. يشير هذا التشكّل إلى مرحلة استسلام من جانب البائعين، يدفعون خلالها السعر إلى الأسفل بعنف قبل أن يتدخل الطلب لامتصاص هذا الضغط. ويرافق القاع الثاني عادةً ارتداد حاد في السعر، ممّا يدل على احتمال حدوث انعكاس صاعد. يعكس هذا النمط غالبًا حالة من الذعر في البيع، يتبعها تجميع سريع من قبل المشترين، ما يجعله إشارة قوية على تغيّر المزاج العام في السوق. وغالبًا ما يؤكَّد هذا الانعكاس عند اختراق القمة المؤقتة الواقعة بين القاعين، حيث يعتمد بعض المتداولين على عمق النموذج لتقدير الهدف السعري المتوقع في الاتجاه الصاعد. وكما هو الحال مع نظيره الهابط، يظهر قاع الأنبوبية عادةً في ظروف سوق متقلّبة أو عند صدور أخبار مهمة.

نمط القاع الأنبوبية

نمط الطفرة والحافة (أنماط الانفجار السعري) Spike and ledge

يتكوّن نمط الطفرة والحافة—ويُعرف أيضًا باسم "نمط الانفجار السعري"—من اندفاع حاد ومفاجئ في السعر، يتبعه تماسك ضيّق وجانبي يُعرف باسم "التسطّح". يظهر هذا النمط غالبًا بعد حركات مدفوعة بالعواطف أو الأخبار، حيث يندفع السعر بسرعة ثم يتوقف في نطاق ضيّق نسبيًا. يمثل التسطّح لحظة هدوء مؤقتة يستجمع فيها السوق أنفاسه، رغم استمرار التوتّر الكامن خلف الكواليس. وغالبًا ما ينتهي هذا النمط باندفاع حاد في الاتجاه المعاكس لحركة الاندفاع الأولى، إذ يُقدِم المتداولون على جني الأرباح أو عكس مراكزهم. وكلما طال أمد مرحلة التسطّح وازداد ضيقها، زادت حدة الانعكاس المحتمل. يُعدّ هذا النمط من التكوينات التي تتّسم بتقلّب مرتفع، ما يستوجب دقة في التوقيت، وغالبًا ما تؤكّده تغيّرات في حجم التداول أو إشارات الانعكاس في الشموع اليابانية.

نمط الطفرة والحافة (أنماط الانفجار السعري)

نمط الاندفاع والارتداد Bump and run reversal

يمثّل نمط الاندفاع والارتداد أحد أنماط الانعكاس الواضحة، ويبدأ بارتفاع حاد ومبالغ فيه في السعر—وهو ما يُسمى "الاندفاع"—ثم تتبعه حركة سعرية أكثر هدوءًا يُطلق عليها "الارتداد". يشير هذا النمط إلى حالة إنهاك في السوق، وغالبًا ما يُفضي إلى انعكاس قوي في الاتجاه بمجرد كسر مستوى دعم أو مقاومة أساسي. في مرحلة "الارتداد"، تبدأ زاوية الصعود أو الهبوط بالتسطّح، وهو ما يعكس تراجع الزخم. ويُعدّ الكسر الحاسم لخط الاتجاه الذي يدعم مرحلة الارتداد إشارة مؤكدة على حدوث الانعكاس، وغالبًا ما يتبع هذا الكسر تحرّك معاكس قوي. يُعدّ هذا النمط فعالًا بشكل خاص في تحديد القمم والقيعان ضمن الأسواق ذات الاتجاه الواضح.

نمط الاندفاع والارتداد

القمة/القاع ذو القرن Horn top/bottom

يشبه هذا النمط شكل القرنين الضيّقين، ويتكوّن عادة من حركة سعرية حادة، يعقبها تماسك قصير، ثم يأتي الانفراج. يشير نمط القمة ذو القرن إلى انعكاس هابط، بينما يدل نمط القاع ذو القرن على انعكاس صاعد. يظهر هذا النمط غالبًا في حالات التطرّف السعري في السوق، حيث يندفع السعر بسرعة، ثم يتوقف لفترة وجيزة، قبل أن يعكس اتجاهه بشكل حاد. غالبًا ما يعتمد المتداولون على تأكيد الحجم وإشارات الشموع اليابانية للتحقّق من صحة الانفراج.

أنماط القمة والقاع ذو القرن

القمة/القاع الماسي (قد يكون انعكاسيًا أو محايدًا) Diamond top/bottom

يتشكّل نمط الماسة عندما يبدأ السعر في التوسع بحركات واسعة، ثم ينكمش تدريجيًا، مما يرسم شكلًا يشبه الماسة على الرسم البياني. غالبًا ما يشير هذا النمط إلى احتمال انعكاس الاتجاه، إلا أنه قد يكون أيضًا نمطًا محايدًا إذا لم يكن اتجاه الاختراق واضحًا. يُنصح دائمًا بمراقبة حجم التداول لتأكيد صحة الاختراق. تميل قمة الماسة إلى الانكسار نحو الأسفل بعد اتجاه صاعد قوي، بينما تميل قاع الماسة إلى الانكسار نحو الأعلى عقب اتجاه هابط، مما يمنح المتداولين فرصًا متنوعة في كلا الاتجاهين.

نمط القمة الماسية ونمط القاع الماسي

الأنماط الثنائية/الحيادية Bilateral/neutral

تمثّل الأنماط الثنائية في الرسم البياني نوعًا مميّزًا من الأنماط الفنية، لأنها لا تعطي إشارة واضحة عمّا إذا كانت الحركة السعرية القادمة ستتجه صعودًا أم هبوطًا. تعكس هذه الأنماط حالة من التردّد في السوق، حيث تكون قوى الشراء والبيع متقاربة ومتوازنة. ولهذا السبب، فإن اتخاذ قرار التداول استنادًا إلى هذه الأنماط يحتاج إلى تأكيد، وغالبًا ما يكون ذلك من خلال اختراق واضح مدعوم بحجم تداول مرتفع. من أبرز أمثلة الأنماط الثنائية: المثلث المتماثل، ونمط الوتد، والتكوينات المتوسّعة. وتتميّز هذه النماذج بتقارب أو تباعد خطوط الاتجاه، وغالبًا ما تظهر أثناء فترات التماسك السعري. ورغم أنها لا توفّر اتجاهًا محدّدًا للحركة المقبلة، فإنها تُعدّ أدوات مهمّة في التحليل الفني، خصوصًا للمتداولين الذين يسعون لفهم أنواع الأنماط المختلفة وتوقّع نقاط الاختراق. عادة ما يُعتبر الاختراق نحو الأعلى أو الأسفل من خط الاتجاه المحدِّد دليلاً على اكتمال النموذج. وسواء تعلّق الأمر بنمط الوتد أو المثلث، فإن إتقان التعامل مع هذه الأنماط الثنائية يعزّز قدرة المتداول على التعرّف إلى فرص الاختراق المحتملة واتخاذ قرارات مدروسة في ظروف السوق المتقلّبة.

المثلث المتماثل Symmetrical triangle

نمط المثلث المتماثل من أشهر أنماط الرسوم البيانية في التحليل الفني، ويعبّر عن فترة من التماسك والتردّد في السوق. يتكوّن هذا النمط عندما تلتقي خطّتا اتجاه متقابلتان: واحدة هابطة تبدأ من القمم، وأخرى صاعدة تنطلق من القيعان، ما يؤدي إلى انحسار تدريجي في نطاق حركة السعر. يعكس هذا التكوين توازنًا في القوة بين البائعين والمشترين، ويُظهر على الرسم البياني شكلاً شبيهًا بالنابض المضغوط، ويُعدّ من أكثر الأنماط سهولة في التعرّف عليها. وغالبًا ما يظهر هذا النمط في الأسواق ذات الاتجاه الواضح، ويُستخدم كنمط استمراري، إلا أنه من الناحية الفنية يُصنّف كنمط ثنائي الاحتمال، إذ يمكن أن ينكسر السعر في أي من الاتجاهين، وفقًا لقوة الزخم وحجم التداول. يصبح النمط ذا دلالة عملية عندما يخترق السعر أحد الضلعين: الأعلى أو الأدنى، ويفضّل أن يكون ذلك مصحوبًا بارتفاع في حجم التداول لتأكيد الاتجاه. فإذا حدث الانكسار نحو الأسفل في سياق اتجاه هابط، فقد يشير ذلك إلى استمرار الهبوط. أما إذا حدث الانكسار نحو الأعلى أثناء اتجاه صاعد، فقد يُعتبر إشارة على استعادة الزخم الصاعد. ومع ذلك، ينبغي على المتداولين الحذر وانتظار التأكيد قبل اتخاذ أي قرار. وبفضل مرونته وطبيعته المحايدة، يُستخدم نمط المثلث المتماثل في مختلف الأسواق مثل الفوركس، الأسهم، والعملات الرقمية المشفّرة، ويكون مفيدًا على وجه الخصوص خلال فترات التماسك السعري. ووفقًا لدراسة أجراها نيت أندرسون سنة 2023 بعنوان "أنماط الاستمرار والاتجاهات السوقية"، ونشرها معهد التحليل الفني، بلغت نسبة نجاح نمط المثلث المتماثل في توقّع استمرارية الاتجاه نحو 70%، وذلك عند اقترانه بحجم تداول داعم واتجاه انكسار واضح.

المثلث المتماثل

الأوتاد (كنموذج حيادي) Wedges

عندما لا تكون الأوتاد الصاعدة أو الهابطة جزءًا واضحًا من اتجاه معين، فإنه تعدّ من النماذج الحيادية، أي أنّه قد تؤدي إلى حركة في أي من الاتجاهين، وليس بالضرورة أن تكون إشارتها صاعدة أو هابطة. ويعتمد القرار النهائي للدخول في الصفقة على اتجاه الكسر. لذلك، يُنصح بانتظار حدوث الكسر الفعلي قبل اتخاذ أي خطوة تداول. وغالبًا ما يشير تشكّل الأوتاد إلى انكماش في حركة الأسعار وتراجع في التذبذب، ما يعكس حالة من الترقّب في السوق. ويحرص المتداولون عادةً على تأكيد هذا الكسر عبر ملاحظة ارتفاع في حجم التداول وظهور شمعة قوية تؤكّد الاتجاه قبل فتح الصفقة.

أنماط القمة والقاع الماسية Diamond top and bottom

تُعدّ أنماط القمة الماسية والقاع الماسية من الأنماط الثنائية الاتجاه، ما يعني أنها قد تنكسر صعودًا أو هبوطًا، إلا أنها تُستخدم غالبًا كمؤشرات على انعكاس الاتجاه. يتكوّن هذا النمط عندما يتوسّع نطاق السعر ثم يتقلّص تدريجيًا، مشكّلًا شكلًا يشبه الماسة على الرسم البياني، ما قد يُشير إلى حركة قوية محتملة في أي من الاتجاهين. لذا، يحرص المتداولون على متابعة اتجاه الانكسار للتأكّد من الإشارة.

  • القمة الماسية: تظهر عادة بعد حركة صاعدة، وغالبًا ما تسبق انعكاسًا نحو الهبوط. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد ينكسر النمط صعودًا، مما يدلّ على استمرار الاتجاه السابق. ولهذا تُعدّ القمة الماسية نمطًا ذا طابع ثنائي، وإن كانت تميل في الغالب إلى الاتجاه الهابط.
  • القاع الماسي: يتشكّل غالبًا بعد اتجاه هابط، وتُعدّ في العادة إشارة إلى انعكاس نحو الصعود. غير أن هذا النمط قد ينكسر أحيانًا هبوطًا بدلًا من الصعود، مما يمنحه طابعًا ثنائي الاتجاه مع ميل نحو الصعود.

نصيحة للمتداولين: احرص على التعامل مع هذه الأنماط بحذر، وانتظر دائمًا تأكيد الاختراق بحجم تداول قوي قبل تحديد الاتجاه.

نمط مكبّر الصوت (المثلث المتوسّع) Megaphone

يُعرف نمط مكبّر الصوت أيضًا باسم "المثلث المتوسّع" أو "التشكيل المتّسع"، ويُعد من الأنماط الثنائية الاتجاه، لأنه لا يُظهر انحيازًا واضحًا نحو الصعود أو الهبوط. ويعتمد اتجاه الاختراق على ظروف السوق، فقد ينطلق السعر صعودًا أو يهبط دون إشارات حاسمة مسبقة. يتكوّن هذا النمط من خطّي اتجاه متباعدين، أحدهما يتّجه نحو قمم أعلى، والآخر نحو قيعان أدنى، مما يعكس حالة من التذبذب الحاد وعدم اليقين في السوق. وما يميّزه عن نمط القمة المتوسعة أو القاع المتوسّع، هو اختلاف الغرض والسياق. فرغم التشابه في الشكل، إلا أنّ نمطي القمة والقاع المتوسّعين يُعتبران من أنماط الانعكاس: فالقمة المتوسعة تظهر غالبًا بعد اتجاه صاعد وتدلّ على انعكاس نحو الهبوط، بينما يظهر القاع المتوسّع بعد اتجاه هابط ويشير إلى انعكاس صاعد محتمل. أما نمط المكبّر، فيستخدمه المتداولون غالبًا للتفاعل مع اختراق مؤكّد في أي من الاتجاهين، دون افتراض مسبق لانعكاس الاتجاه كما في الأنماط الأخرى.

نمط المكبّر (المثلث المتوسّع)

القناة العرضية (النطاق الأفقي) Sideways channel

يتحرّك السعر بين مستوى دعم ومستوى مقاومة أفقيين، مشكّلاً قناة يتداول السوق داخلها دون اتجاه واضح. يُشير هذا النمط إلى توازن مؤقّت بين قوى الشراء والبيع، حيث لا يتمكّن أي من الطرفين من فرض السيطرة. وقد ينكسر هذا النطاق في أي من الاتجاهين، مما يجعله نمطًا ثنائي الاحتمال. وغالبًا ما يراقب المتداولون ارتفاع حجم التداول وتكوُّن شموع يابانية قوية عند نقطة الكسر لتأكيد الاتجاه وتقليل احتمال الإشارات المضللة.

القناة العرضية (النطاق الأفقي)

الرأس والكتفين المعقّد Complex head and shoulders

هذا النمط نسخة أكثر تعقيدًا من النمط الكلاسيكي للرأس والكتفين، حيث يظهر بعدّة رؤوس أو أكتاف، مما يمنحه شكلاً غير منتظم وتكوينًا أطول زمنًا. ورغم هذه التعقيدات، فإنّه لا يزال يشير إلى احتمال انعكاس الاتجاه، بحسب جهة اختراق خط العنق. من المهم أن يُولي المتداول اهتمامًا دقيقًا لبنية خط العنق وسلوك حجم التداول، لأن تأكيد النمط لا يكون واضحًا كما في الشكل التقليدي. وينبغي التحلّي بالصبر عند التعامل مع هذا النموذج، إذ قد تظهر إشارات زائفة أثناء فترة تكوّنه الممتدة.

نمط الرسم البياني للرأس والكتفين المعقّد

المستطيل (في الأسواق العرضية) Rectangle

يمثل هذا النمط المحايد حالة من التماسك السعري، حيث يتحرك السعر بين مستويين أفقيين متوازيين من الدعم والمقاومة دون اتجاه واضح. ونظرًا لغياب الاتجاه السابق عند تشكّل هذا النمط، يُصنّف "المستطيل في الأسواق العرضية" ضمن الأنماط الثنائية، إذ يمكن أن ينكسر السعر إلى الأعلى أو الأسفل بنفس الاحتمال. يختلف هذا عن نمطي المستطيل الصاعد والمستطيل الهابط، اللذين يتكوّنان ضمن اتجاهات صاعدة أو هابطة واضحة ويُعدّان من أنماط الاستمرار التي توحي بانحياز في الاتجاه.

في نمط المستطيل الجانبي، يغيب الاتجاه نتيجة حالة من التردّد أو توقف الزخم في السوق. ولهذا، يحتاج المتداول إلى انتظار اختراق واضح مدعوم بحجم تداول مرتفع قبل اتخاذ قرار الدخول، ما يجعل هذا النمط مرنًا في التعامل لكنه يتطلب التأكيد لا التكهّن.

جدير بالذكر أن كلًا من المستطيل في الأسواق العرضية و القناة العرضية (النطاق الأفقي) يتشابهان بصريًا بشكل كبير. غير أن الفارق الأساسي يكمن في السياق والتفسير:

  • المستطيل (في الأسواق العرضية): يُستخدم هذا المصطلح غالبًا في التحليل الفني للإشارة إلى نمطٍ لا يسبقه اتجاه واضح، ويُعدّ محايدًا لأن السعر قد يخرج من النطاق صعودًا أو هبوطًا بنسبة متقاربة. وهو يعكس عادةً فترة من التردد أو التماسك في سوق لا يتبع اتجاهًا معينًا.
    • القناة العرضية (النطاق الأفقي): مصطلح أوسع يُستخدم لوصف حركة السعر داخل مستويات أفقية من الدعم والمقاومة، سواء أكانت ضمن اتجاه سابق أو في سوق مستقر. وغالبًا ما يُعبّر عن سلوك السوق الحالي أكثر من كونه إشارة تنبؤية.
    • نمط المستطيل (في الأسواق العرضية)

    الوتد المتّسع Broadening wedge

    يجمع هذا النمط بين خصائص الوتد والتشكيلات المتّسعة، إذ يظهر من خلال خطّي اتجاه متباعدين تتزايد بينهما تقلّبات الأسعار. ويعكس هذا النمط حالة من التذبذب المتصاعد والغموض في حركة السوق، مما يصعّب التنبؤ باتجاه الأسعار. وبما أنه لا يتبع اتجاهًا واضحًا، وقد يظهر في مسار صاعد أو هابط، يُعدّ الوتد المتّسع نمطًا حياديًا أو ثنائي الاتجاه. وهذا ما يميّزه عن الأنماط الكلاسيكية الأخرى، مثل الوتد الهابط أو الصاعد، التي ترتبط غالبًا باستمرار الاتجاه أو انعكاسه. كما يختلف عن قمة أو قاع النطاق المتّسع التي تميل إلى اتجاه معيّن. لذلك، يُنصح المتداولون بانتظار اختراق مؤكّد نحو أحد الاتجاهين قبل اتخاذ القرار بالدخول في الصفقة.

    نمط الوتد المتسع في الرسم البياني

    نمط تقلّص التذبذب Volatility contraction pattern (VCP)

    اشتهر هذا النمط بفضل متداولين بارزين مثل مارك مينيرفيني Mark Minervini، ويتميّز بتقلص تدريجي في التذبذبات السعرية، مما يشير إلى ضيق نطاق الحركة واحتباس الزخم، وهو ما قد يسبق انطلاقة قوية نحو اتجاه محدد. غالبًا ما يظهر هذا النمط من خلال مراحل انكماش متتالية يعقبها ارتفاع واضح في حجم التداول، وهو ما قد يدل على دخول المؤسسات الكبرى إلى السوق. سر النجاح في تداول هذا النمط يكمن في التحلّي بالصبر، وانتظار اختراق واضح من آخر نقطة انكماش، مع تأكيد ذلك بزيادة قوية في حجم التداول.

    نمط تقلّص التذبذب (VCP)

    المثلث مع اختراق كاذب Triangle with a false breakout

    في بعض الأحيان، قد يتحرك السعر لاختراق حدود المثلث في اتجاه معيّن، لكنه سرعان ما يعكس مساره ويخترق في الاتجاه المعاكس. يُعرف هذا النمط باسم "الاختراق الكاذب"، وغالبًا ما يُوقع بالمتداولين المتسرعين الذين يدخلون السوق قبل تأكيد الاتجاه الحقيقي.من المهم مراقبة هذه الاختراقات الفاشلة والبحث عن فرص إعادة الدخول في الصفقة، مع الاستعانة بحجم التداول لتأكيد الحركة الصحيحة. هذا النمط يُبرز أهمية التمهّل وإدارة المخاطر، خصوصًا في فترات تقلّ فيها قناعة السوق أو تسود فيها تقلبات ناتجة عن تداولات آلية. التعرف على الاختراق الكاذب قد يمنح المتداولين فرصة استراتيجية للدخول المعاكس وتحقيق أفضلية في السوق.

    مثلث مع اختراق كاذب

    الراية مع اختراق كاذب Pennant with a fakeout

    يشبه هذا النمط نمط المثلث الكاذب، حيث يظهر اختراق حاد ومفاجئ في اتجاه معين، لكنه لا يلبث أن ينعكس ويتحرك في الاتجاه المعاكس. غالبًا ما تحدث هذه التحركات المضلّلة خلال فترات ضعف حجم التداول أو بسبب تلاعب في السوق. لذلك، تُعدّ الصبر وتأكيد الإشارة عناصر حاسمة لتجنّب الوقوع في الفخ، وخصوصًا من خلال انتظار حركة سعرية واضحة مدعومة بحجم تداول قوي. كما أن التعرف المبكر على هذا الاختراق الكاذب قد يمنح فرصة ثانية للدخول بصفقة أكثر توازنًا من حيث المخاطرة والمردود.

    يختلف نمط الراية المصحوب باختراق كاذب عن نمطي الراية الصاعدة أو الهابطة من حيث السلوك والمصداقية. إذ تُعتبر الرايات التقليدية أنماطًا استمرارية—صاعدة بعد اتجاه صاعد، وهابطة بعد اتجاه هابط—بينما تُعدّ الراية مع اختراق كاذب نمطًا حياديًا (ثنائي الاتجاه)، لأنها لا تؤكّد الاتجاه الحقيقي إلا بعد حركة خادعة أولى. في الغالب، يتشكل هذا النمط بأسلوب مشابه للرايات العادية، لكنه يُضلّل المتداولين مبدئيًا باختراق زائف، ثم ينعكس نحو الاتجاه الحقيقي. وهذا ما يُبرز أهمية تأكيد الاتجاه من خلال حجم التداول ومواصلة الحركة السعرية قبل اتخاذ قرار الدخول.

    مقارنة الاختلافات الأساسية بين الأنماط الثلاثة:

    الراية الصاعدة:

    • تتشكّل بعد اتجاه صاعد.
    • فترة توطيد قصيرة تليها حركة صاعدة.
    • نمط استمراري عالي المصداقية عند التأكيد.

    الراية الهابطة:

    • تتشكّل بعد اتجاه هابط.
    • فترة توطيد يعقبها هبوط.
    • أيضًا نمط استمراري يتبع الاتجاه.

    الراية مع اختراق كاذب (نمط حيادي):

    • قد تتشكّل بعد أي اتجاه.
    • تبدأ باختراق زائف، ثم تنعكس.
    • لا يمكن الاعتماد على اتجاه محدد—يجب انتظار التأكيد.
    • تُعدّ حيادية و تُسمى ثنائية لأن اتجاهها النهائي يتحدد بعد الحركة الحقيقية فقط.

    خلاصة القول ، بينما تميل الرايات الصاعدة والهابطة إلى الوضوح في اتجاهها، تُعتبر الراية ذات الاختراق الكاذب نمطًا حياديًا يتطلب قدرًا أكبر من الحذر والتأكّد، وهو ما يجعل التعامل معها أكثر تفاعلية من كونه توقّعيًا.

    أسئلة شائعة حول أنماط الرسم البياني

    كم عدد أنواع أنماط الرسم البياني؟

    يوجد أكثر من 40 نمطًا معتمدًا في التحليل الفني. وتُصنّف هذه الأنماط عادةً ضمن ثلاث فئات رئيسية: أنماط الاستمرارية، وأنماط الانعكاس، والأنماط المحايدة (الثنائية الاتجاه). وتندرج تحت كل فئة تشكيلات متعددة، بدءًا من الأنماط البسيطة والشائعة مثل القمة المزدوجة، وصولًا إلى أنماط أكثر تعقيدًا مثل "نمط الاندفاع والارتداد " أو نمط "تقلّص التذبذب" (VCP). لا يُشترط حفظ جميع هذه الأنماط دفعة واحدة، لكن الإلمام بالأنماط الأساسية يساعد المتداول على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة في السوق.

    ما هو أفضل نمط في الرسم البياني؟

    لا يوجد نمط واحد يُعدّ الأفضل على الإطلاق، فاختيار النمط يعتمد على السياق، ونوع السوق الذي تتداول فيه، وأسلوبك في التداول. ومع ذلك، فإن بعض الأنماط تُعدّ أكثر موثوقية من غيرها، مثل نمط الرأس والكتفين، ونمط الكوب والعروة، والمثلث المتماثل. وغالبًا ما تكون نسبة نجاح هذه الأنماط مرتفعة، خاصةً إذا ترافقت مع حجم تداول داعم وإشارات فنية أخرى. والسرّ يكمن في دمج فهم الأنماط مع إدارة المخاطر وتوقيت الدخول، بدلاً من الاعتماد على نمط واحد فقط.

    أهم النقاط المستخلصة

    1. تتجاوز أنواع أنماط الرسم البياني 40 نمطًا، وتُصنّف إلى ثلاث فئات رئيسية: أنماط الاستمرار، وأنماط الانعكاس، والأنماط الثنائية (المحايدة). ولكل منها دلالات تساعد على توقّع اتجاه السعر المحتمل.
    2. أنماط الاستمرار، مثل الأعلام، والرايات، والوتد، والمستطيل، والمثلث، تشير إلى احتمال مواصلة الاتجاه السائد بعد فترة تريّث، ما يساعد المتداولين على مواكبة الزخم.
    3. أنماط الانعكاس تدلّ على تغيّر في الاتجاه. فعلى سبيل المثال، تأتي الانعكاسات الهابطة بعد اتجاهات صاعدة (مثل القمة المزدوجة ونمط الرأس والكتفين)، في حين تظهر الانعكاسات الصاعدة بعد اتجاهات هابطة (مثل الرأس والكتفين المقلوبين والقاع المزدوج).
    4. الأنماط الثنائية، مثل المثلث المتماثل، والوتد المتّسع، والمستطيل في الأسواق العرضية، لا تتضمّن انحيازًا واضحًا للاتجاه، وقد تنكسر نحو الأعلى أو الأسفل، لذا يجب انتظار تأكيد الاختراق قبل اتخاذ القرار.
    5. نمطا العلم الصاعد والعلم الهابط من أقوى أنماط الاستمرار. إذ يعكسان لحظات توقف في الزخم يعقبها استئناف للاتجاه، لا سيما إذا صاحبهما ارتفاع في حجم التداول.
    6. تشكيلات الأنماط المعقدة، مثل نمط "الاندفاع والارتداد" ونمط "تقلّص التذبذب" (VCP)، تكشف عن إشارات عميقة تتعلّق بإجهاد السعر أو تراكم السيولة، وتُمهّد لانعكاس الاتجاه أو انطلاق حركة سعرية قوية.
    7. المؤشرات البصرية، مثل تقارب أو تباعد خطوط الاتجاه، أو القنوات الأفقية، أو شكل الكوب والعروة، تُعدّ أدوات أساسية لتحديد أنواع الأنماط وفهم المزاج السائد في السوق.
    8. ليست كل الأنماط ذات اتجاه واضح. فبعض الرايات التي تنتهي باختراقات وهمية، أو مثلثات ذات كسر كاذب، تؤكّد أهمية التريّث للحصول على تأكيد حقيقي قبل اتخاذ القرار.
    9. أظهرت الدراسات الإحصائية أن بعض الأنماط، كالمثلث الصاعد ونمط الرأس والكتفين، تحقّق نسب نجاح مرتفعة في توقّع اتجاهات الأسعار المستقبلية، متى استُعملت في إطار تحليل فني رصين.
    10. إتقان مختلف أنواع أنماط الرسم البياني قد يُحسّن من استراتيجيتك في التداول، ويوفّر لك إطارًا منهجيًا لتحديد نقاط الدخول، ووضع أوامر وقف الخسارة، وتحديد أهداف الأرباح، سواء في أسواق الفوركس أو الأسهم أو العملات الرقمية المشفرة.

    أفكار ختامية

    فهم أنماط الرسم البياني المختلفة يُعد من الأسس التي لا غنى عنها لكل متداول يسعى لاتخاذ قرارات واعية وواثقة. سواء كنت تتعامل مع اختراقات الأسعار، أو تحاول التعرّف إلى الانعكاسات المحتملة، أو تنتظر تشكّل أنماط ثنائية لتحديد الاتجاه، فإن هذه الأنماط تمنحك أداة بصرية فعّالة لفهم سلوك السوق. لكن المعرفة النظرية وحدها لا تكفي، بل ينبغي تطبيقها عمليًا. لذا، تدرب على التعرّف إلى أنماط الرسم البياني وتداولها في ظروف السوق الفعلية باستخدام حساب تجريبي خالٍ من المخاطر مع Exness، حتى تصقل مهاراتك قبل المخاطرة برأس مال حقيقي.

    مشاركة

    تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم