أزمة الاقتصاد البريطاني: كيف تتداول الأصول البريطانية في عام 2025؟

صحفي أسواق المال لدى Exness

AR.heroimage.Exness Insights _ أزمة الاقتصاد البريطاني@3x.png

يشرح الصحفي المالي بول ريد Paul Reidكيف يمكن للمتداولين التعامل مع أزمة الاقتصاد البريطاني في عام 2025. من الجنيه الإسترليني إلى الذهب، إليك استراتيجيات عملية لتداول الأصول البريطانية في أوقات الاضطراب.

لقد حلّ عام 2025، وأنت تتابع المشهد المالي في بريطانيا، تحاول أن تحسم قرارك: هل تشتري أم تبيع؟ لست وحدك في هذه الحيرة. كثير من المتداولين يجدون صعوبة في التنبؤ بحركة الجنيه الإسترليني وبقية الأصول البريطانية، وسط أزمة اقتصادية تبدو عصية على الحل، رغم أن وسائل الإعلام المالية تصوّر الأمور بشكل مختلف. فكيف تمضي قدمًا وسط هذه الفوضى وتتّخذ قرارات ذكية في تداول الجنيه الإسترليني خلال الأسابيع والأشهر القادمة؟ لنعد خطوة إلى الوراء، لنفهم ما يجري داخل الاقتصاد البريطاني، ثم نحدّد الأصول الأكثر أهمية في نظر المتداولين، وأخيرًا نركّز على طرق بسيطة تساعدك على اقتناص الفرص في الأسواق.

أهم النقاط الأساسية

  1. راقب الجنيه الإسترليني بين 1.25 و1.30 إذا هبط السعر دون 1.25، فمن المفيد البحث في إمكانية الشراء. أما إذا تجاوز مستوى 1.30، فقد تظهر فرص ملائمة للبيع.
  2. إذا تراجع سعر خام برنت UKOIL دون 60 دولارًا، فقد تبرز فرصة شراء عند حدوث ارتداد سعري. أما إذا اخترق مستوى 70 دولارًا، فقد يدل ذلك على تعزّز الاتجاه الصاعد، دون أن يُعدّ بالضرورة إشارة لانعكاس شامل في المسار..
  3. تابع الأوضاع العالمية وما إذا ظهرت بوادر مخاطر أو ضبابية اقتصادية، ففي مثل هذه الحالات، يمكن التفكير في الشراء على الفضة مقابل الجنيه الإسترليني XAGGBP أو الذهب مقابل الجنيه الإسترليني XAUGBP، باعتبارها ملاذات استثمارية آمنة في أوقات الخوف و الشك.

نظرة عامة على أزمة الاقتصاد البريطاني

في عام 2025، يعيش الاقتصاد البريطاني حالة من التناقض في المؤشرات. فمن جهة، ما تزال معدلات التضخم مرتفعة، متجاوزة هدف بنك إنجلترا، في ظل نمو اقتصادي ضعيف. ومن جهة أخرى، وعدت الحكومة بإجراء إصلاحات، لكن آثارها لن تظهر في القريب العاجل. صورة المشهد العام تبدو غير واضحة، ما يزيد من توتر المتداولين في الأسواق. ومع ذلك، لا يزال العام 2025 يحمل فرصًا واعدة لحركة الأسواق، قد تكون ذات قيمة كبيرة لمن يتابع السوق بانتباه ويقظة يومية. ومع ذلك، فإن عام 2025 لا يخلو من فرصٍ محتملة لتحرّكات بارزة في السوق، قد تتيح مجالات ربح معتبرة للمتابعين المتأهّبين. غير أن النجاح في اقتناص هذه الفرص يظل رهينًا باليقظة اليومية والانتباه إلى الإشارات الدقيقة. ومن بين الأصول التي تستدعي رصدًا دقيقًا في هذا السياق، تبرز الجنيه البريطاني، الذي باتت "عظمته" موضع شكّ. فقبل سنوات، حين تعرّض الجنيه لضغوط عنيفة، توقّع كثير من المتداولين انهيارًا في قيمته، وكان من الواضح أنّ الاتجاه الهابط في طريقه للتشكّل، على نحو يشبه ما نشهده اليوم. وقد حقّق المتداولون الذين بادروا ببيع الجنيه في وقت مبكّر أرباحًا لافتة، إلى أن وقعت المفاجأة: ارتدّ الجنيه على غير المتوقع، ما أجبر هؤلاء على إغلاق صفقاتهم بسرعة والانتقال إلى أوامر شراء، في انعكاسٍ فجائي للوضع. تلك هي طبيعة أسواق العملات؛ فترات ركود طويلة، يعقبها تقلبات شديدة تبدو للوهلة الأولى بلا منطق واضح.

ما الذي ينبغي ترقّبه وانتظاره في عام 2025

راقب عن كثب مستويات الدعم والمقاومة للجنيه الإسترليني. فإذا تراجع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBPUSD) إلى مستوى 1.25، فقد تظهر فرص لشراء الارتداد من هذا المستوى. أما إذا تجاوز السعر عتبة 1.30، فقد يُنظر إلى ذلك بوصفه إشارة إلى تشكّل اتجاه صاعد جديد، ما يدفع بعض المتداولين إلى فتح صفقات شراء على الجنيه. غير أنّ الحذر يبقى واجبًا، خصوصًا في ظل احتمال صدور أخبار مفاجئة عن بنك إنجلترا.

EURGBP:اليورو مقابل الجنيه الإسترليني

من الأزواج المهمة الأخرى التي تستحق المتابعة: اليورو مقابل الجنيه EURGBP. فقد شهدنا مؤخرًا تحسّنًا في أداء اليورو مقارنة بالجنيه، ما يجعل هذا الزوج من الخيارات الجيدة للتداول. وبالنظر إلى النظرة الاقتصادية الضعيفة للجنيه، يُرجّح أن يشهد هذا الزوج ارتفاعًا.

تذكّر ما حدث عقب استفتاء بريكست عام 2016. فقد تراجع الجنيه بشكل حاد أمام اليورو، وسارع المستثمرون والمؤسسات البنكية إلى سحب أموالهم من بريطانيا، وبدت الأزمة وشيكة. حينها، كان كل من راهن على انخفاض الجنيه يحتفل بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر من بعض البريطانيين أنفسهم.

أما اليوم، وعلى الرغم من أن الجنيه تعافى نسبيًا، فإن ثقة المستثمرين لا تزال في أدنى مستوياتها، وهو ما تنقله الأخبار اليومية. في المقابل، تبدو اقتصادات منطقة اليورو أكثر تماسكًا، ومع حفاظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) على نهجه، قد يستمر اليورو في كونه العملة الأقوى خلال الأشهر القادمة.

إذا استقر زوج EURGBP فوق مستوى 0.85 في ظل هذه الظروف الصعبة، فقد يشهد ارتفاعًا سريعًا بمجرد صدور أي خبر إيجابي، ما يستدعي التفكير في تنفيذ أوامر شراء على هذا الزوج عند أول علامة على ضعف الجنيه، لا سيما إن بدأت الأخبار تعكس هذا الضعف. الأسواق سريعة التأثر، فكن على استعداد دائم.

ولا تغفل عن قرارات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، فهي تُعد من العوامل الأساسية القليلة القادرة على تحفيز شراء السندات ودفع الجنيه للتحرر من المزاج السلبي المسيطر عليه.

نفط برنت: ماذا يحدث للنفط البريطاني؟

لننتقل الآن إلى الحديث عن نفط خام برنت المعروف اختصارًا بـ UKOIL. لطالما اتّسمت أسعار النفط بالتقلّب، وهي اليوم تواجه ضغوطًا متجددة ومعقّدة بسبب تباطؤ الطلب العالمي. وهنا تبرز فرص المتداولين: فعندما تهبط أسعار النفط إلى مستويات محورية، مثل 60 دولارًا للبرميل، يظهر مجال واسع للتفكير في فرص الشراء المتقدّمة.

قبل سنوات، عندما انهارت أسعار النفط، اعتبرها الكثير من المتداولين فرصة ثمينة واندفعوا إلى الشراء، وكان توقّعهم في محلّه، إذ ارتفعت الأسعار لاحقًا. واليوم، ورغم أن الأسعار لا تشهد انهيارًا، إلا أنها ما تزال منخفضة نسبيًا. النقطة الأهم هنا هي مراقبة علامات التعافي، مثل صعود السعر مجددًا فوق 70 دولارًا، حيث قد يحقق المشترون عند المستويات المنخفضة أرباحًا جيدة..

من المهم متابعة الأخبار المرتبطة بإمدادات النفط العالمية، مثل قرارات منظمة أوبك أو النزاعات الجيوسياسية. فإذا برزت مثل هذه التطوّرات، فقد تؤدّي إلى انتعاش أسعار نفط برنت. وعليه، يُستحسن مراجعة الرسوم البيانية بشكل يومي استعدادًا لأي تحرّك مفاجئ في السوق.

XAGGBP و XAUGBP : ملاذ آمن من أزمة الاقتصاد البريطاني

لننتقل الآن إلى المعادن الثمينة—الفضة (XAGGBP) والذهب (XAUGBP). ففي أوقات الاضطراب الاقتصادي، يندفع المتداولون نحو الذهب والفضة بوصفهما من أصول الملاذ الآمن. ومع تعرّض الجنيه الإسترليني للضغوط، قد يواصل كل من XAGGBP و XAUGBP مسارهما الصاعد. بل إن الذهب يُظهر اتجاهًا صعوديًا متواصلًا منذ فترة، وقد يحقق مزيدًا من المكاسب إذا تفاقمت المخاطر العالمية.

عندما ضربت الجائحة في عام 2020، ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير. المتداولون الذين استعدّوا مسبقًا وركّزوا على الذهب، حقّقوا أرباحًا ضخمة. وعلى الرغم من أن الذهب قد لا يشهد طفرة مماثلة لما حدث في 2020، إلا أنه يبقى خيارًا منطقيًا إن عادت المخاوف الاقتصادية العالمية. وغالبًا ما تتبع الفضة تحرّكات الذهب، فإن ارتفع الذهب، لحقت به الفضة في الاتجاه ذاته.

راقب المؤشرات التي تدلّ على تصاعد التوترات الجيوسياسية أو تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، فمثل هذه الأحداث تدفع كبار المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة مثل الذهب. ولذا، فإن من الحكمة تتبّع تحركات الأموال الكبرى في هذا الاتجاه.

UK100: المؤشّر البريطاني تحت المجهر

لننتقل الآن إلى المؤشرات، وتحديدًا إلى مؤشر UK100، الذي يُعنى بتتبّع أداء أكبر مئة شركة مدرجة في بورصة لندن. يُعدّ هذا المؤشر وسيلة جيّدة للحصول على نظرة شاملة على السوق البريطانية، غير أن هنالك تفصيلًا ينبغي التنبه إليه: إذ إن تركيبته تميل بشدة إلى قطاعات الطاقة والمال والسلع الاستهلاكية.

وفي ظلّ استمرار معدلات التضخم عند مستويات تفوق التوقّعات، فإنّ بعض الأسهم في هذه القطاعات قد تكون عرضة للتذبذب. من المهم ألا يُغفل أن عددًا من الشركات بدأ بمغادرة المملكة المتحدة متّجهًا نحو المؤشرات الأميركية، ومع مرور الوقت، ستتبعها شركات أخرى، كما يتبع الفأر السفينة الغارقة.

وإذا علمنا أن مؤشر UK100 يكاد يخلو من شركات التكنولوجيا، فإن تواضع العوائد، إلى جانب التراجع العام في القطاع، لا ينذر إلا بمعنى واحد.

أفكار ختامية

برأيي، الأزمة الاقتصادية في بريطانيا مقبلة على مزيد من التدهور. الاقتصاد يعاني، والمشهد السياسي منقسم، والثقة في الحكومة الحالية تتآكل بشكل واضح. الموارد الوطنية ضعيفة، والكبريات من الشركات تتفادى السوق البريطانية أو تخرج منها نهائيًا. الدين العام بلغ أعلى مستوياته في التاريخ، والتضخّم مستمر، والضرائب في تصاعد.

باستثناء اتفاق تجاري حديث مع الهند، لا توجد محفّزات تُنعش الأسواق أو تدفعها نحو التفاؤل. والأسوأ من ذلك، أنه لا توجد خطّة اقتصادية واضحة لإعادة الحيوية للأصول البريطانية، سوى أحلام بعيدة تتحدّث عن تحوّل البلاد إلى مركز تكنولوجي لأوروبا.

إن شهد الجنيه الإسترليني GBP أو مؤشّر UK100 أي ارتفاعات خلال عام 2025، فسأكون من أوائل المتفاجئين. وحتى إن حدث ذلك، فلا أظن أن الزخم سيستمر طويلًا. لذلك، تأكّد من تفعيل حسابك وتمويله، وابقَ على اتصال مستمر بالرسم البياني للجنيه.

وأخيرًا، ثمّة أطراف سياسية معارضة بدأت تكتسب أرضية شعبية في الداخل البريطاني. قد يظنّ البعض أن هذا التغيير قد يجلب تفاؤلًا، لكن الواقع أن هذه الأطراف لا تملك أي برنامج اقتصادي فعلي يُمكنه إيقاف مسار التراجع الحالي. فلا تنخدع بما يُروَّج له من وعود في وسائل الإعلام، وابقَ دائمًا يقظًا ومتابعًا للحقائق.

مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم